الفعل المتعدي والفعل اللازم
ينقسم الفعل إلى متعدٍّ، ويسمى مُتجاوِزًا، وإلى لازم ويسمى قاصِرًا. فالمتعدى عند الإطلاق: ما يُجاوز الفاعل إلى
المفعول به بنفسه، نحو حفظ محمد الدرس. وعلامته أن تتصل به هاء تعود على غير المصدر، نحو زيد ضربه عمرو، وأن يصاغ منه اسم مفعول تامّ؛ أى غير مقترن بحرف جَرّ أو ظرف، نحو: مضروب.
وهو على ثلاثة أقسام:
ما يتعدى إلى مفعول واحد: وهو كثير، نحو: حفظ محمد الدرس، وفهم المسألة.
وما يتعدى إِلى مفعولين: إِما أن يكون أصلهما المبتدأ والخبر، وهو ظنّ وأخواتها، وإمَا لا، وهو أعطى وأخواتها.
وما يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل: وهو باب أعلم وأرى.
واللازم: ما لم يجاوز الفاعل إِلى المفعول به، كقعد محمد، وخرج على.
وأسباب تعدى الفعل اللازم أصالةً ثمانيةٌ:
الأول: الهمزة كأكرم زيدٌ عمرا.
الثانى: التضعيف كفرَّحت زيدا.
الثالث: زيادة ألف المفاعلة، نحو: جالس زيد العلماء، وقد تقدمت.
الرابع: زيادة حرف الجرّ، نحو: ذهبت بِعَلىٍّ.
الخامس: زيادة الهمزة والسين والتاء، نحو: استخرج زيد المال.
السادس: التَّضْمين النحوى، وهو أن تُشْرَب كلمةٌ لازمة معنى كلمة متعدية، لتتعدى تعديتها، نحو {وَلاَ تَعْزِمُوۤاْ عُقْدَةَ ٱلنِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبْلُغَ ٱلْكِتَابُ أَجَلَهُ} [البقرة: 235] ضُمِّن تعزموا معنى تنْوُوا، فعُدِّىَ تعديته.
السابع: حذف حرف الجرّ توسعًا، كقوله:
تُمرُّونَ الدِّيارَ ولم تَعُوجوا كلامُكم عَلىَّ إِذَنْ حَرَامُ
ويطِّرد حذفه مع أنَّ وَأنْ، نحو قوله تعالى: {شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ} [آل عمران: 18]، {أَوَ عَجِبْتُمْ أَن جَآءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ} [الأعراف: 63].
الثامن: تحويل اللازم إلى باب نَصَرَ لقصد المغالبة، نحو: قاعَدته فقعدته فأنا أقعُدُه، كما تقدم.
والحق أن تعدية الفعل سماعية، فما سُمعَتْ تعديته بحرف لا يجوز تعديته بغيره، وما لم تسمع تعديته لا يجوز أن يُعَدَّى بهذه الأسباب. وبعضهم جعل زيادة الهمزة فى الثلاثى اللازم لقصد تعديته قياسًا مطردًا، كما تقدم.
وأسباب لزوم الفعل المتعدِّى أصالةً خمسةٌ:
الأول: التّضمين، وهو أن تُشْرَبَ كلمةٌ متعدية معنى كلمة لازمة، لتصير مثلها، كقوله تعالى: {فَلْيَحْذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ} [النور: 63] ضُمِّن يخالف معنى يَخْرُج، فصار لازمًا مثله.
الثانى: تحويل الفعل المتعدى إلى فَعُل بضم العين، لقصد التعجب والمبالغة، نحو: ضَرُبَ زيدٌ؛ أى ما أضْرَبْه!
الثالث: صيرورته مطاوعًا، ككسرْتُه فانكسر، كما تقدم.
الرابع: ضعف العامل بتأخيره، كقوله تعالى: {إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} [يوسف: 43].
الخامس: الضرورة، كقوله:
تَبَلَتْ فُؤَادَكَ فى المَنَامِ خَرِيدَةٌ تَسْقِى الَّضجيعَ بِبَارِدٍ بَسَّامِ
أى تَسْقِيهِ ريقًا باردًا.